في طفولتنا كنا نسمع شيخ المحلة وهو يروي لنا قصة انكيدو الرجل الشجاع الذي هزم الوحوش وقارع الابطال وجندل الفرسان لكنه سقط مريضا بعدما غضبت عليه الالهة لانه ضاجع امرأة مشهورة بالبغاء والزنا...
كبرنا وصرنا نقرأبين الحين والاخر في الصحف والمجلات عن رجال كبار في السياسة والدولة وهم يمارسون الرذيلة والفحشاء مع الغانيات والفنانات المشهورات بالفسق والخلاعة وكنا نستغرب ونتعجب كيف لايستحي هؤلاء ولا يخشون عقاب الالهة التي اصابت انكيدو بمرض خطير ربما يشبه الايدز لانه تمرد على قوانين العفة والبراءة...
في ثمانينات هذا القرن كنا نطالع الساسة المرشحين في الانتخابات الرئاسية في دول امريكا الجنوبية وهم يظهرون في شاشات التلفاز وبمعيتهم امرأة شقراء او سمراء في دلالة على قوة الشخصية والجاذبية فالسياسي الذي يرغب في السيطرة على قلوب الشعب والجماهير يجب عليه اولا ان يستحوذ على قلوب الغيد الحسان والا فانه فاشل ولايستحق من ينتخبه..
في بداية هذا العام اصبحت اورقة مجلس الشيوخ البرازيلي مسرحا لمقدمات برامج فكاهية يتسكعن بملابس غير محتشمة بين اعضاء البرلمان وهن يرقصن التانغو في محاولة للتعبير عن السخط الجماهيري من السياسة ورجالها الذين فشلوا في رفع الفقر والجهل عن الشعب البرازيلي...
في امريكا كادت الصبية الحسناء مونيكا ان تسقط بل كلنتون في وحل الفشل والعزلة السياسية لولا وقوف زوجته والاعلام الامريكي الى جانبه..
بعدها اقرت ال سي آي أي بانها كانت ملزمة في كثير من الاحيان بتوفير غادة حسناء للرئيس الراحل كيندي في حله وترحاله لتخفف عنه عناء المشاكل والهموم السياسية...
اصبحت الفضائح الجنسية امرا جدا عادي بالنسبة لسياسي الدول الاوربية بل اصبحت هذه الفضائح سلاحا قويا يستثمر لكسب ود الجماهير حتى وصل الامر باحدهم -ساركوزي-بدفع صورة خليعة لزوجته الثانية كارلة روني للصحف والمجلات لغرض رفع مستوى شعبيته التي تدنت اخيرا بسب فشله في رفع المستوى الخدمي والمعيشي للشعب الفرنسي..
سيدة ايطاليا الاولى -زوجة برلسكوني الاولى-صرحت مرارا للصحف والمجلات الايطالية ان زوجها المراهق لايترك صبية حسناء الا وقد غمزها بكلمة او اشارة ..
الصحف الايطالية صرحت اخيرا بان ساسة ايطاليا الكبار كثيرا ما يتبادلون الزوجات فيما بينهم...
لم تقتصر الفضائح الجنسية على الساسة اللاتينين والاوربين بل امتدت الى دول الشرق والغرب من الوطن العربي خاصة في قصور الامراء والملوك والرؤساء وابنائهم الذين يغتصبون النساء البواكر والارامل والمطلقات وحتى الحوامل باسم السلطة واالتاج...
امتدت عدوى الجنس الى الكنائس الاوربية وبشكل يثير الاشمئزاز خاصة مواضيع اللواطة التي مارسها الاساقفة والرهبان المنظويين تحت سطوة الفاتيكان السادس عشر
الذي لم يقول شيئا بخصوص هذا الامر وكانه لايعني له شيئا...
نحن نسمع ونقرأ ونرى تلك الفضائح في كل وسائل الاعلام المرئية وغير المرئية وايضا لانبالي مادام الدين الاسلامي بخير ولم يتأثر بهذه الفضائح...
فامريكا الشمالية وامريكا الجنوبية واوربا وقصور الملوك والرؤساء العرب لاتؤثر بتاتا على سمعتنا فلكل شأنه في الحياة...
لكن الدنيا قامت وقعدت وارتجت الارض وتلاطمت الامواج وضجت المنتديات بالصراخ والعويل والثبور حينما سمعنا بخبر الفضائح الجنسية التي قام بها وكيل السيد السستاني مناف الناجي في مدينة العمارة وكأننا لم نسمع من قبل بفضيحة جنسية واحدة قام بها رجل دين معروف على المستوى الثقيل مثل مناف الناجي..
الغريب في الامر ان الناجي كان يصور فضائحه في كاميرات حديثة ويحتفظ بالافلام في خزانته ولااحد يعرف السبب ..
البعض قال ان الناجي كان يستخدم هذه الافلام كوسيلة ضغط على ضحاياه العذارى والارامل والمطلقات لكي يعاودن الكرة معه في شقته التي كانت في يوما ما مركزا علميا راقيا يتلقى فيه النسوة علوما في العقائد والمنطق والاصول..
المرجعية في النجف وكما فعل بابا الفاتيكان لم تبالي بالامر ولم تشجب او تستنكر او حتى تكذب هذا الخبر المشين..
عوائل الضحايا وقعوا بين الامريين البعض غسل عاره بطريقته الخاصة،والبعض الاخر ما زال مصدوما ومستغربا من الامر..
كيف يفعل رجلا مثل الناجي الثقة والحباب والمؤدب ووكيل المرجع السستاني مثل ها الامر...
البعض مازال يتفاوض مع الانصاري -الشيخ الجليل-حول مقدار المبلغ المدفوع لغرض السكوت والخضوع للامر الواقع وعفا الله عما سلف...
قبل اسبوع صرح وكيل آخر للمرجع السستاني للاعلام بضرورة تشجيع النساء في مدينته على الالتحاق بالمدارس الحوزوية النسوية للتفقه والدراسة واستحصال العلوم..
كانت نسبة الحضور الى الدرس النسوي ضعيفة جدا..
يبدو ان مناف الناجي ما زال طليق اليد وما زالت كاميراته تجوب مدننا بمباركة البابا السادس عشر واصدقاؤه...